ملتقى الحياة الفكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الحياة الفكري

منتدى للإبداع الفكري والشعري ولتبادل المعرفة و الإرتقاء بالفكر العربي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 النص ..القياس ..المصلحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد العربي




المساهمات : 371
تاريخ التسجيل : 17/07/2016

النص ..القياس ..المصلحة Empty
مُساهمةموضوع: النص ..القياس ..المصلحة   النص ..القياس ..المصلحة Emptyالخميس يوليو 28, 2016 10:43 pm

النص القياس المصلحة
إذا رتبنا العلاقة بين هذه الأقطاب الثلاثة نكون قد قطعنا شوطا لمقاربة البحث في الشريعة لقد كتب الريسوني وباروت كتابا بعنوان الاجتهاد النص الواقع المصلحة وهذا العنوان قريب من ذلك لأن الاجتهاد هو القياس عند الشافعي.
كيف نرتب العلاقة بين هذه الأقطاب الثلاثة الذي يشكل البحث فيها العمود الفقري لدى علماء الأصول و المقاصد؟.
فالنص هو أعلى الأدلة وهو ما كان تأويله تنزيله وهو الذي لا يحتمل غير معناه مثل الخمسة لا تحتمل الأربعة ولا الستة أما القياس فهو إعطاء واقعة لا حكم لها حكما بقياسها بأصل منصوص عليه وتعريفه بأنه حمل معلوم على معلوم هو تعريف له تاريخ طويل بدأ مع القاضي وسخر منه ابن حزم لكن تدخل الغزالي فأعاد صياغته وقام الآمدي برد الاعتراضات الموجهة إليه من طرف أبي الحسين المعتزلي. والقياس هو عند الجويني أساس التوسع في الشريعة ومن أحاط بمداركه كأنه أحاط بمجملها ودافع عنه الجويني لسبب بسيط وهو أننا لا نجد شيئا يحل محله و النصوص نادرة جدا فهي نصين في القرآن ونصين في السنة أحدهما قوله عليه السلام لأبي خزيمة تجزئ عنك و لاتجزئ عن أحد بعدك وشن هو والغزالي هجوما على النظام لرفضه القياس وقالا كيف نترك ما عمل به الصحابة لقول مبتدع مثل النظام وقال الجويني بأن من يرفض القياس ليس من جملة علماء الشريعة
أما المصلحة فهي ما لم يشهد له نص بالاعتبار و لا بالإلغاء وهو المصلحة المرسلة قال الغزالي في شفاء الغليل أخذ بها مالك وتردد فيها الشافعي وقسم الغزالي المصلحة تقسيما آخر فما شهد له شاهد من الشرع فهو القياس وهو معقول النص ومعناه وما لم يشهد له بالاعتبار وهو المصلحة التي تنطح نصا كما هو حكم يحيى الليثي الذي أوجب الصوم في الكفارة قبل العتق وما لم يكن من هذين القسمين فهو المصلحة المرسلة وتنقسم إلى الضروريات والحاجيات والتحسينيات.
ما يجب النظر فيه هو محاولة قراءة جديدة لهذه الأقطاب الثلاثة فهل هي وجوه محورة لوجه واحد؟ وهل يمكن لم شملها في فكرة واحدة؟
أقول أولا بأن هذه الأقطاب الثلاثة رغم ما يظهر من الاختلاف فيها فإنها مجمع عليها والمطلوب هو تنظيفها من العوائق التي تعرضت إليها جراء الاحتكاك بعلم الكلام و بالغارة الفلسفية المنطقية وذلك على النحو التالي:
لقد ارتبطت هذه الأسس بتخريجات ميتافيزيقية جعلت الحديث عنها طويل الذيل قليل النيل فالنص عند الأصوليين وضعت له شروط منطقية تجعل النص لا وجود له وهو بالفعل موجود وإنما القواعد الأصولية هي التي حذت به حذو قوانين المنطق فماهوا (من المماهاة) بينه وبين الحد المنطقي وإذا كان في المنطق لا يوجد حد ففي أصول الفقه لا يوجد نص. وهذا ما أورده الرازي في المحصول وتابعه الشاطبي في الموافقات فقالا بأن أقوى الأدلة هي النصوص المتواترة وهي إذا كانت قطعية الورود لكن دلالتها تتوقف على نقل اللغات وآراء النحو وهلم جرا إلى آخر الاعتراضات العشرة. كذلك في القياس اتسمت العلة فيه بالعلة في المنطق وصعوبتها لذلك نلاحظ الغزالي في شفاء الغليل يرى بأن مفاهيم القياس وحدوده تستصعب على أهل الزمان وقل من يجيد فهمها أحرى أن يستخرج العلل وقال في قياس الشبه بأنه لا يوجد على بسيط الأرض من يفصله عن غيره من قياس الطرد وقياس الدوران كذلك المصلحة أخذت تعابير ومواصفات لا وجود لها على أرض الواقع فالبعض ينشد مصالح مطلقة في حين أن المصالح لا تنفك عن المضار قلت أو كثرت
ثانيا أن هذه الأقطاب ارتطبت بالبحث الكلامي وغياب الأمثلة والتجارب المحسوسة مما جعل مفاهيمها يكسوها الغموض و الخلاف و الاختلاف وجعل في نفس الوقت النقاش فيها أقرب إلى السفسطة بدليل أن مواقف المعارضة ومواقف المناصرة متكافئة. فأصحاب الظاهر المتوقفون على النصوص يقولون بكثرتها على خلاف ما يقول جهابذة القياس من امثال الجويني والغزالي من أن النصوص نادرة أو متعذرة. قال ابن حزم ما طلبنا شيئا إلا وجدناه في القرآن و السنة حاشا القراض ما وجدنا له أصلا. وعلق الشاطبي قائلا بأن القراض هو جزء من المعاملات التي تلحق بالمنصوصات مثل المؤاجرة والمكاراة وغيرهما وفي القياس يقول الشوكاني بأن أحدهم شاهد عالمين كل واحد منهما كتب ألف (1000) ورقة في القياس هذا لإثباته و ذاك لرفضه ومن تتبع أدلة الغزالي بين رافضي القياس و القائلين به سيندهش لأن الإنسان الواحد يصدر عنه الموقفين ككلام أبي بكر في الكلالة وقوله في نفس أي سماء تظلني إلى آخره و المصلحة أيضا عانت من نفس التدافع والاندفاع فمن رفضها وجه النهار قال بها في آخره. لذلك قال القرافي بأن الجميع يقول بها. وبالجملة فمعظم الأدلة الشرعية متفق عليها لكن يسميها هذا باسم ويسميها الآخر باسم آخر فالاستحسان عند المالكية والأحناف هو القياس والاستدلال عند الشافعي وهو الاستصحاب عند ابن حزم. ويبدو من هذا الكلام أن البحث الكلارمي الجدلي لا يتجلى في التعليل فقط كما تحدث الريسوني عن ذلك بتمام الكلام فإن نفس المرض و العائق نجده ينسحب في هذه الأقطاب بل في البحث الشرعي عموما.
ما هو المطلوب؟
المطلوب هو إعادة البحث في هذه المفاهيم المؤسسة لمعرفة أنها في الحقيقة تعبر عن شيء واحد وهو تحقيق مناط النصوص فهي إذن نصوص شرعية نعبر عنها مرة بالقياس ومرة بالمقاصد ومرة بالمصالح أما ما خرج عن النصوص فهذا ليس أدلة و لايمثل شيئا يستحق العناية.
ولنجاح هذا نقوم بخطوات تتحاشى تلك العوائق
أولا النظر إلى النصوص على أنها معاني وليست مجرد ألفاظ وأن هذه المعاني والألفاظ هما بمقام واحد فإذا استكشفنا معنى نص لا نسمي ذلك قياسا و لامصلحة وإنما نسمى ذلك نصا فالنصوص هي معاني تنزل على الواقع و لا تحلق فوقه. ولعل هذه النقطة هي سبب الخلاف في هذه الأشياء وهي بيت القصيد في المسألة.
ثانيا أن لا نطالب بأشياء غير موجودة أصلا فنبقى نحلق في التنظير و لا ننزل إلى التطبيق بعض الناس ينتظرون الحصول على أقيسة وعلى مصالح وعلى أحكام لا وجود لها على أرض الواقع. وعليهم أن يعلموا أن الحقيقة نسبية وليست مطلقة فالنص لارتباطه بالواقع و بالبشر هو نسبي. صحيح هو مطلق من ناحية القيمة ولكنه نسبي من ناحية التطبيق لذلك قال علماؤنا بأن العمومات ظنية أي أنها تتناول أفرادا محصورين و لا تتناول الألفاظ في دلالتها المطلقة الإفرادية فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة هي أوامر تطبق بطريقة نسبية حيث أنها تتناول أفرادا معينين وأموالا معينة وكذلك إذا طالبنا قياسا أو مصلحة فإننا نتوخى أشياء قدر الإمكان على اعتبار أننا نعيش في عالم الأرض لا في عالم السماء لذلك نبه العلماء المقاصديون مثل الشاطبي وابن عبد السلام إلى تعذر المصلحة المجردة من المفسدة. سيتذكر الإنسان هنا كلام الريسوني في نظرية التقريب و التغليب فهي وجيهة في هذا الباب.

لمقاصد الشرعية بيبني الشنقيطي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النص ..القياس ..المصلحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الحياة الفكري :: المنتديات الفكرية العامة :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: