كانت كل النوافذ مغلقة تماما..
فوهات الريح
تلك الحقول العابس وجهها
الصقيع الذي يدثر احلام الصبايا
في قرية ودعتها الشمس
منذ اعوام بليدة
كان بيتنا الطيني
البئر الذي احتفره جدي
مذكان يخطو على طرقات الصخر
لم يحمل عكازه يوما مثل بندقية عجفاء
جدتي التي كانت ترتق ستائر البلور
ثم تعد طحينها لتلقمه ذلك التنور
الذي لا اعلم ان ورثته عن امها
او ان جدي ابتاع حطبه مت القرية المجاورة
حيث كانت تمتد حبال الغسيل بين اغصان الهواء
لكنها الريح لم تهدأ
معلنة بكل صلفها ان جدي قد مات
وان جدتي ارخت ضفائرها الطفولية على وجهه
ثم قصتها لترافق الجسد الى البعيد
لماذا بترت كل ضفائرك
لان الريح لا تهدأ
قد تطفىء التنور
لان الشمس لن تسطع على نافذتي
والصباح لن يصافح خزائن البلور
والمرآة التي اهدانيها ذات مساء
قد كستها الظلمة
وشجرة التوت تنوي ان تذرو رمادها
على ضفة العاصي
لقد سجيت ضفائري
عسى ان يعود
ليصنع ارجوحة
ويزرع قمحه
ليعمر صوته البيدر
لتعود لساحة الدار صورته حيث نافورة الماء
التي ستظل في اشتياق