تمشي الهوينى ...
والدروب طريدة
يلهث الصمت..
تسيل في كل واد
تمهّل واقترب
هاهو الصفصاف يحيك منك قميصه
كمثل قافية تدميها الحروف
البئر قيد انملة
على بعد نذر أو خطيئة
والدلو تاه عن الطريق
.........
امض نحو المدينة التي تقيم سرادق عزائها
على قارعة الافول
تعلق صورة وجهك الاموي كلوحة لتصد عاتي الرياح
في محنة التهجير تفتح كل بواباتها التي اقتلعت
لكن مزاليجها ما زالت تعلن صريرها الابدي المسافر في اسماعنا
لنشعر بالرهبة حينا
وبالوحدة كي نخاف عقاب زماننا المنثور مثل غبار في عجاج عاصفة تلوك الصمت
الخوف مسافر آخر
يقطع كل حمق المسافات المضرجة بلواعج الصبر العتي
يستحث صخب الفضاء ليرسم هالة اخرى بلونه القاني
والفضاء يرتجز اغان من التراث الملثم
........
ذاكرة خافتة الضوء
تسجل كل الأصوات
حداءات الحصادين
دمدمات الفلاحين
حوارات الصبايا وغنجهن في الدروب المؤدية الى المساء
رفرفات الورد
تمايل كل سنبلة
اصوات النعناع
وعبق الزعتر
حتى تكسّر اغصان الشيح عند الأياس
ذاكرة تلطخت بالوحل ...والملح
في مستنقع الدم والرحيل
...
سجل إذا :
هي رحلة للموت
لكن هل للموت ذاكرة وشكل زجاجي نعلقه على أحلامنا
هل للموت حياة لنزعها على الطرقات الطريدة
كيف نهرب من جحيم الطائرات
الدروب تتعثر بنا نحن الهاربون
تلتقط انفاسها من وجع حيث قافلة تمرّ
توقف
لنقطف بعضا من حياة
نمنحها ظلا لطفل غير عابىء بالخوف
يطلب دمية يطعمها كسرة حلوى
الأشجار تختبىءعند منعطفات الظل
والأرصفة تطلق نحيبها صفارات إنذار حين نستريح
وشقائق النعمان خجلى من وجه آذار
من دمنا
حاثة الإنماءفيها وجلى من ازيز الموت
لم تشعر بدفء الربيع
........
محطة القطار المعطلة بقيت الشاهد الوحيد
لم تنهزم
بشموخها العاجز عن الهرب
كانت تحاول ان تسجل رحلتنا
وزيف التاريخ الموشى بالعفن
رحلة لا تشبه التاريخ
ونحن متناثرون كجيش منهزم