ملتقى الحياة الفكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الحياة الفكري

منتدى للإبداع الفكري والشعري ولتبادل المعرفة و الإرتقاء بالفكر العربي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 شجرة البلوط ..عبد الرزاق بسباس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد العربي




المساهمات : 371
تاريخ التسجيل : 17/07/2016

شجرة البلوط ..عبد الرزاق بسباس Empty
مُساهمةموضوع: شجرة البلوط ..عبد الرزاق بسباس   شجرة البلوط ..عبد الرزاق بسباس Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2016 9:17 pm

شجرة البلوط
شارع طويل، يتحدث عن غياب المارة، و شجرة بلوط صامدة..
طفل يدحرج قارورة غاز، و ثلج يعاند، يتراكم و تزاداد كثافته، ريح تعوي، مثل ذئب عذبه الحنين...
يدفع برجله الهزيلة، و لكنها تتراجع للخلف، بصعوبة بالغة تتقدم للأمام، و كأنها ترفض أن تموت ببيت حقير؛ حذاء فمه متشققة، و رجل ترتجف من البرد، يضم يديه إلى بعضهما، ينفخ فيهما عله يبث بهما بعض الصبر..
الشجرة: سيفعلها، و يرغمها على التقدم..
حبة البلوط: ليته يتقدم...
الشجرة: سوف تتقدم .. إنه يدفع بكل قوة..
حبة البلوط : لقد تقدمت قارورة الغاز...
الشجرة: و لكنها بطيئة.. تبا لك..
حبة البلوط: سائق متهور، كيف تردم البراءة بمخلفات عجلاتك، نذل..
تعزف الريح على أوتار الشجر، و ترقص حبات البلوط غضبا، تنحني الشجرة و كأنها في بروتوكول رئاسي، يتقدم بثبات، يشوبه بعض التعب و الإرهاق..
رجل عند النافذة يراقب المشهد، يتابع تفاصيل الملحمة..
الشجرة: سوف يخرج؛ ليساعده..
حبة البلوط: سمعت أنه رجل صالح...
تدخلت الريح و هي توجه تهديدا للرجل: حذاري من الخروج.. مكانك..
و رشقت النافذة بثلج تناثر من شجرة قريبة.. تراجع الرجل للوراء قليلا، ثم انصرف للفراش حيث كانت زوجته تحضر لليلة ساخنة..
تعثر الطفل، و عطست الشجرة فسقطت حبات بلوط، استجمع قواه و عاد للوقوف، لتنفجر عيناه بالدموع، أخرج صورة، بللها ببعض الحب و أعادها لجيبه، حبة بلوط واحدة فقط؛ بقيت متشبثة بأغصان الشجرة، و هي تهمس:
-أرجوك لا تسقط مرة ثانية، فأمي حساسة جدا،،،
الشجرة: إنه الزكام،،، و بعض تعب،،،
تماسك الطفل ، و واصل الدفع، هذه المرة كان دافعه أقوى ، و ربما أعضاؤه أحست بقربه من البيت، فبدأت تطلب الدفء..
الريح تعبث بردائه الرث، و الأرض متمسكة به، يواصل السير و كأنه يقتلع أرجله من القيود، أصبحت القارورة تسير بسرعة أكبر..
الشجرة: لقد اقترب..
حبة البلوط: إنه الباب؛ إنه يفتح...
امرأة ترتجف من البرد، و شالها يستطلع المكان، شقت الباب قليلا و هي تنتظر وصوله..
الريح: أين أنت ذاهب؟
الشجرة: دعيه و شأنه..
حبة البلوط: أخيرا وصل..
أمسكت المرأة قارورة الغاز ثم سألت الطفل عن بقية النقود، أخرجها من جيبه و هي مختلطة مع صورة تائهة، أرادت أن تأخذها منه، لم يتنازل عنها..
المرأة: أحمق.. تماما مثل أمك..
و صفعته بقوة، سقط على الثلج، و استسلمت حبة البلوط هي أيضا للجاذبية، ثارت الشجرة بوجهها، و الريح صمتت تماما، لم تعرف ما تقوله،،،
أغلقت الباب بوجهه، و كأنها تغلق الحياة بوجهه، و سلمته لمصيره البارد...
نفض نفسه من الثلج، و هو يمرر ابتسامة لأمه،،،
الشجرة: تعال يا حبيبي..
و انزوى بداخلها ؛ ليحتمي من الثلج.
الشجرة: أتذكر كيف حفرت أمك بطني ، لتطرد عني الدود ، و تستأصل المرض.
كبر الفتى ، أراد أن ينسى الماضي ؛ قطع الشجرة ، وواصل حياته بعيدا عن الشارع الطويل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شجرة البلوط ..عبد الرزاق بسباس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الحياة الفكري :: المنتديات الأدبية :: القصة القصيرة والرواية-
انتقل الى: