يشهد الدراق
.............
سأحدثكم عن أجمل عينين
عينان صافيتان مثل ينبوعين من ورد وشام
مورقتان يسكن في بحيرتيهما النوارس...وقصب السكر
عن عينين صارتا شاهدتين لقبر واحد بين الغبار
ذرفتا حزنا أجمل القصائد
غنتا لدموع اليتامى والأيامى على امتداد شواطىء الحزن
سأحدثكم ربما عن أجمل ماستين
ترقد إحداهما على جفن العاصي
ترتل اسم الصفصاف الذبيح
وتبكي الزيزفون أنهار دموع
لألاء أحجارها السوداء مسك يفوح
مع كل نسمة رجاءمثل صبح
وشقائق النعمان فيها عند قبور الشهداء تنبض فرحة عرس
......
والأخرى تلك هي
دمشق ال ترفل في ثياب الياسمين
خضبت خديها جراح
يتسلل بردى ليغسل قانيها المعطر
ونشيج مشمشها الربيعي يفوح من أكناف غوطتها اليتيمة
تتمنطق شذا الصنوبر والياسمين
خصرها عند جدائل قاسيون يعانق الريح البتول
وماء عطرها حيث خضاب بردى عطرا يفوح
تلكما أجمل طاقتين
تهديهما الشام نصرا لا يزول
...
يشهد الدراق أني في هواها عاشق متبتل
متيم في عشقها.. نسائم حمص من عطر الجنان
فاسألوا قاسيون أو بردى
من مائه دمنا ينشج العشق مثل ترياق
.....