عندما نكمم أفواه الشعر
يرتطم الحديث بالجدار
ينتثر الغبار كأحاجي السندباد
الريح بلا قلب ولا نشرات أخبار
المطر يتلمظ ببعض أسماك كانت تطير حيث الغيم
الشجرة زيزفونة تشبه البوصلة
لكنها ليست منارة للعابرين
الصمت مفتاح أخير
صيف أغرّ يرتدي ثوبه الأحمر
فالربيع كان ينزف رمقه على بعد شاطىء
الشاطىء ألوان جديدة
لا تعترف باللغات
كل من مرواهنا يجيدون الصمت ..واللهاث
لأن تمثال الوجع ما زال رابضا على ذات الرمال المتأججة
..
وقع ضجيج من بعيد
خطوات لاهثة
لكنه لم يصل
ربما لن يصل
لأن المستنقعات ما زالت تنزّالملح على أشداقها
الأجنجة المتكسرة لا تفيد
الطيران يحتاج إلى قوة عاتية لتنقلك من شاطىء إلى حقل بعيد
يشبه المأ تارة ..والسراب
ما زال يعد حبات الرمان التي خبأها ذات شتاء
حين ولج البرد لى عظام القصيدة
هو وحده من يتذكر
حيث كان يحتاج الحطب ليوقد ذاكرة شتاء أبله
لكن دون جدوى
الثلج يندف على خلايا ذاكرته
وحيدا كان
التنور المنطفىء لا ينضج الخبز
والذاكرة المفتولة المفتونة صارت نهبا لحب مضى
....
هو لم يعزف عن الطيران
لم يستطع الولوج لذاكرة أشجار الدراق
ذاكرة مكتظة بالشهداء
ولون الحقول الداكنة
ماء قاحل تسرب إلى عنوان القصيدة
ذات صيف لم يستطع التحرر مما عشش في ذاكرته
لم يعجبه مذاق البن
حول نافورة الماء سقطت أوراق ذكرياته..ا
القصائد التي لوّن بها لياليه
مثل ألوان البط كانت تسبح في السراب
تساءل لماذا لا يتشكل الموج حين يرحل قوس قزح
لماذا لا ينبت الورد على قبر قبل أن يسكنه صاحبه
كانت ليلة قمراء
ودع الحياة
بدون أن يحزم حقائبه